أصبح التعرف على الوجه هو القاعدة كل يوم

على الرغم من أن مشكلات الخصوصية دفعت في بعض المناطق إلى التطور البطيء لتقنية التعرف على الوجه. لكن في الصين، اعتاد الكثير من الناس على مسح الوجوه كل يوم. بدءًا من الدفع وحتى زيارة المناطق السكنية ومساكن الطلاب والفنادق وغيرها من الأماكن، غالبًا ما تكون عمليات فحص الوجه مطلوبة.
ولعقود من الزمن، تم استخدام هذه التكنولوجيا لحل مشكلة طويلة الأمد، وهي السرقة المتكررة لورق التواليت من معبد السماء في بكين. وقد تم تجهيز هذه المراحيض العامة الآن بموزعات ورق أوتوماتيكية يمكنها التعرف على وجه المستخدم ومنع الدخول المتكرر.
والأهم من ذلك، أطلقت خدمة الدفع عبر الإنترنت التابعة لشركة علي بابا، Ant Financial، ميزة جديدة، ويمكن لمشتركيها البالغ عددهم 450 مليون مشترك الوصول إلى محفظتها عبر الإنترنت من خلال صورة شخصية.
وقد ساعد تفضيل الشعب الصيني لهذه التكنولوجيا في إنشاء أول جهاز Face++ للتعرف على الوجه في العالم "يونيكورن" في بكين. جمعت المنصة 100 مليون دولار أمريكي في الجولة الثالثة من التمويل في ديسمبر 2016، بقيمة تزيد عن مليار دولار.
على الرغم من أن أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية وراء تكنولوجيا التعرف على الوجه في الصين مماثلة لتلك الموجودة في أوروبا وأمريكا، إلا أن الصين لا تزال في مكانة رائدة من حيث التطبيقات التجارية.
كما تلقت الشركات الصينية الناشئة في مجال التعرف على الوجوه ردود فعل إيجابية: كلما زاد استخدام التكنولوجيا الخاصة بها على نطاق واسع، كلما أصبحت أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم أيضًا إساءة استخدام تقنية التعرف على الوجه. وعلى عكس بصمات الأصابع، يمكن إجراء التعرف على الوجه بشكل سلبي، مما يعني أن المستخدمين قد لا يعرفون حتى أنهم يخضعون للاختبار. طبقت الحكومة الصينية تقنية التعرف على الوجه على كاميرات المراقبة في محطات السكك الحديدية لتنبيه الشرطة إلى الركاب الممنوعين من السفر.
ومن خلال استكمال أنظمة تحديد الهوية الحكومية، يتوسع سوق القياسات الحيوية المستقبلية (بما في ذلك التعرف على الوجه) في الصين. تمتلك الصين أكبر قاعدة بيانات لصور بطاقة الهوية الوطنية في العالم، حيث تضم أكثر من مليار صورة. بالإضافة إلى ذلك، اعتاد الصينيون على إدخال بطاقات الهوية في قارئات الرقائق لإعداد أرقام الهواتف المحمولة، وشراء تذاكر الطيران والإقامة في الفنادق. وتعد الصين أيضًا أول دولة في العالم تقوم بتضمين تعريف الترددات الراديوية في بطاقة الهوية الخاصة بها.